الأربعاء، 27 أبريل 2011

قالت الشرق الأوسط عن فيصل الأحمر



بعث جديد لأدب الخيال العلمي في الجزائر
كتّابه يحاولون جمع الشتات بعد انفراط عقدهم الذهبي
فيصل الأحمر، الرئيس السابق لنادي الخيال العلمي في الجزائر a
الجزائر: الخير شوار
من بين الكم الكبير من الروايات التي صدرت هذه السنة في الجزائر، رواية «الكلمات الجميلة.. رحلة إلى الزهرة» للكاتب نبيل دادوة، ورواية «أمين العلواني» للأديب فيصل الأحمر، والروايتان كتبتا في إطار الخيال العلمي، الذي عرف انبعاثا قويا منذ أكثر من عشر سنوات؟
نبيل دادوة، وفيصل الأحمر هما العضوان المتبقيان مما سمي في تسعينات القرن الماضي في الجزائر «نادي الخيال العلمي» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، قبل أن يتفرق أعضاؤه ويشق كل واحد طريقه في الأدب وخارجه. ولئن اشتهر فيصل الأحمر ككاتب وشاعر غزير الإنتاج وسبق له نشر الكثير من الكتب وهو الآن أستاذ جامعي، فإن الكاتب نبيل دادوة الذي أصدر هذه السنة «الكلمات الجميلة.. رحلة إلى الزهرة»، تعتبر روايته هذه كتاب العودة بعد انقطاع دام سنوات، وهو الآن مسؤول في إحدى دور النشر المعروفة في الجزائر التي أصدرت الروايتين المذكورتين. والحديث عن فيصل الأحمر ونبيل دادوة يقود حتما إلى «نادي الخيال العلمي» الذي أسساه رفقة مجموعة كبيرة من الكتّاب الذين ظهروا في بداية تسعينات القرن الماضي. وقبل ذلك كان أدب الخيال العلمي في الجزائر محدوداً جداً إلا محاولات قليلة منها ما كتبه الاستاذ الجامعي أحمد منور في قصة «البحيرة العظمى». وهي قصة للفتيان فازت بجائزة إمارة الشارقة لعام 1999 ونشرت هناك، ورواية «جلالته الأب الأعظم» للحبيب مونسي. وما عدا ذلك ظلت محاولات الكتابة في هذا الإطار تنحسر وتنحسر بالتالي «جماعة الخيال العلمي» التي أسست «نادي الخيال العلمي» عام 1994.
يقدّم الكاتب فيصل الأحمر روايته «أمين العلواني»، بقوله أنها «نص مكتوب على شكل دراسة لسيرة أديب سيولد في المستقبل ويعيش ويلمع نجمه في منتصف القرن الذي أمامنا» وأن الرواية «فيها تصوير لعالم الأدب كما أراه في المستقبل، وتأملات فلسفية حول الكتابة واللغة والشهرة والتنوير... الخ، وأعتقد أنها بسيطة في جزئياتها ومعقدة في بنائها العام». ولئن قدّم فيصل الأحمر روايته بذلك الشكل، فإن زميله نبيل دادوة يقول عن روايته «الكلمات الجميلة.. رحلة إلى الزهرة»، بأنها «حكاية حقيقية، بكل ما للحقيقة من سطوع..»، وكأن الرحلة إلى كوكب الزهرة لا خيال فيها. ويختلف الكاتبان في الكلام عن روايتيهما، لكنهما يشتركان في أشياء كثيرة، أهمها على الإطلاق الولوع بأدب الخيال العلمي منذ نعومة أظفارهما. وكان الكاتبان اللذان نشآ في مدينة واحدة (الميلة قرب قسنطينة بالشرق الجزائري)، وقد أسسا «نادي الخيال العلمي» رفقة مجموعة من الكتّاب الآخرين، مع بداية نشر نصوصهما الأولى في الصحف المحلية بالجزائر. وعن لحظة التأسيس يقول الروائي فيصل الأحمر أن الفكرة «جاءت مع التقاء حساسيات مشتركة، لمجموعة من الكتّاب لهم اهتمام واحد رغم انهم لا يعرفون بعضهم سوى على صفحات الجرائد». ومن أهم الكتّاب الذين أسسوا «نادي الخيال العلمي»، إضافة إلى فيصل الأحمر الذي واصل الكتابة والنشر دون انقطاع، ونبيل دادوة الذي اختفى مؤقتاً ليعود بروايته الجديدة، كان هناك الكاتب عرّاس العوادي الذي يبدو أنه توقف عن الكتابة وقيل بأنه يعمل حالياً في تجارة الكتب، وبوكفة زرياب الذي نشر منذ سنين رواية وحيدة (ليست خيالية علمية) هي «غداً يوم قد مضى»،
وأشاد بها الروائي الطاهر وطار واعتبرها من أهم ما كتب في الأدب الجزائري. لكن زرياب اختفى وقيل بأنه يعيش الآن دون عمل في إحدى المدن الصغيرة داخل الجزائر. وكان ضمن «جماعة الخيال العلمي» كتّاب آخرون منهم أحمد قرطوم، ومحمد الصالح درويش، ولمنور مسعودي، وكلهم انسحبوا من المشهد الأدبي الآن لأسباب مختلفة. ورغم اختفاء تلك الأسماء إلا أنها تذكر دوما عند الحديث عن «الخيال العلمي في الأدب الجزائري» الذي عرف أوج انتشاره سنة 1996 سنتين بعد التأسيس الفعلي للنادي في مدينة قسنطينة عام 1994، وقد شهدت سنة 1996 تأسيس أسبوعية «العالم الثقافي» التي كان يملكها ويديرها بعض أعضاء النادي.
وخصصت تلك الصحيفة التي توقفت عن الصدور بعد ذلك ثلاث صفحات ثابتة لأدب الخيال العلمي، فيها مقالات مترجمة عن لغات أخرى، وتعريف ببعض أعلام أدب الخيال العلمي في الأدب العربي مثل نهاد شريف وغيره، وبعض أعلام هذا الأدب في العالم، ومحاولات في الكتابة لأعضاء النادي، إضافة إلى رواية مسلسلة لرئيس النادي ومدير الصحيفة الأسبوعية حينها فيصل الأحمر. ومع النجاحات التي حققها نادي الخيال العلمي، الذي كان يشكّل في ذلك الوقت ظاهرة حقيقية في الأدب الجزائري، توقّع كثيرون أن تتواصل النجاحات، لكن الصحيفة التي كان يمتلكها بعض الأعضاء توقفت عن الصدور لأسباب مادية، وبدأت الأصوات تخفت شيئاً فشيئاً وسرعان ما اختفت بشكل شبه نهائي. وقال الرئيس السابق لذلك النادي، بأن كل فرد قال ما يمكن قوله في هذا المجال وانتهى الأمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق