السرد الجزائري الجديد
قراءة في تلقي الدال الثقافي
أ/ اليامين بن تومي
جامعة فرحات عباس سطيف
ملخص
يُداهمك النص الروائي الجزائري المكتوب في التسعينيات كوحدات الجيش التي تحاول أن تملأ فراغا لتستعيض هيبة مفقودة، لردم الفجوة التي خلفتها مرحلة الانفتاح السياسي و الاقتصادي فهي بهذا الفعل تحاول أن تُجَدِّد نفسا في صدر واهن التهبت قصبته الهوائية بل هي انحراف عن المقول التاريخي الذي بني إنسانا دنكيشوتيا يبكي على المكتسبات الوهمية ، تشعرك الرواية بأنها أردات أن تفعل كل هذا .
لذلك جاءت غريبة في نظر البعض ،واهنة و ضعيفة ففي هذا المسار يقول الناقد السعيد بوطاجين :"يقودنا هذا الطرح الحيادي لمشكلة السرد المنتشر حاليا إلى التفكير في إمكانية موت السرد الفني ، إن روايات حالية و سابقة أيضا ليست سوى توأم لأغنية الراي أو أغنية الراب كما صرَّح بذلك الروائي الطاهر وطار "[1] . على الرغم من أن السعيد بوطاجين ينساق وراء قول الطاهر وطار إلا أنه لا يقدم فرضا نظريا محكما لسمات هذا الانحطاط الفني لرواية ،على الرغم أن الكتابة في محصلتها الأخلاقية وليدة التحول الاجتماعي لذلك فما أظهرته الرواية الجزائرية – رواية الأزمة – هو خلافها المبدئي حول الواقع الذي يتصوره هؤلاء النقاد، فرواية الأزمة إنما تتحدث بكل بساطة عن واقع جديد فرض سياقا سلوكيا ،هذا المثير الجديد شكَّل دفعا لحركة الكتابة . و بالتالي فإن دعوة هؤلاء إلى احترام المقاييس المدرسية للكتابة الروائية إنما يشل بالأساس هذا الواقع الجديد ،ومن هنا تقول الباحثة و الروائية نتالي ساروت :"و حين تكشف الرواية عن واقع جديد فإن هؤلاء القراء و النقاد ينزعون إلى إختزاله و إدماجه ضمن أنساق أصبحت معروفة باحثين له عن نماذج و أنماط تماثله ،إنهم ضد هذا الواقع الجديد و يمسخونه بواسطة ما تقرره ذكرياتهم المبتورة من عصارة مبتذلة ثم يستهلكونه دبقا ، مخنوقا ، لا نبض فيه "[2]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق